المقدمة

تُعد النقاط القصصية (Story Points) واحدة من أهم الأدوات المستخدمة في منهجية Scrum لتقدير الجهود المطلوبة لإنجاز العمل. ومع ذلك، يرتكب البعض خطأ شائعًا عندما يحاولون مساواة النقطة القصصية الواحدة بيوم عمل واحد. على الرغم من أن هذه الفكرة قد تبدو منطقية في البداية، إلا أنها تتعارض مع الغرض الأساسي من النقاط القصصية وتؤدي إلى مشاكل عديدة تؤثر على أداء الفريق ودقة التقديرات. في هذا المقال، سنتحدث عن لماذا لا يجب مساواة النقاط القصصية بيوم عمل وما هي الطريقة الصحيحة لاستخدامها.

What is Story Points?

النقاط القصصية هي وحدة قياس تُستخدم لتقدير الجهد النسبي المطلوب لإكمال جزء معين من العمل، مثل قصة مستخدم (User Story). يعتمد هذا التقدير على ثلاثة عوامل رئيسية:

1. التعقيد: ما مدى صعوبة تنفيذ العمل؟
2. الجهد: كم العمل المطلوب لإنجازه؟
3. عدم اليقين: هل هناك مخاطر أو عوامل غير معروفة قد تؤثر على التنفيذ؟

ما يميز النقاط القصصية هو أنها لا تعتمد على الزمن أو عدد الساعات المطلوبة. بدلاً من ذلك، تُستخدم كأداة لتقدير الحجم النسبي للعمل مقارنةً بمهام أو قصص أخرى.

لماذا لا يمكن مساواة النقاط القصصية بيوم عمل واحد؟

• النقاط القصصية ليست مقياسًا زمنيًا

النقاط القصصية مصممة لتجنب ربط التقديرات بالزمن المباشر. عندما تربط النقاط القصصية بعدد أيام العمل، فإنك تفقد الهدف الأساسي منها وهو تقدير الجهد النسبي. على سبيل المثال:

إذا قُدرت مهمة A بنقطتين ومهمة B بأربع نقاط، فهذا يعني أن مهمة B أكثر تعقيدًا أو تتطلب جهدًا أكبر بمرتين مقارنة بمهمة A. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن B ستستغرق ضعف الوقت.

• اختلاف التعقيد والجهد بين المهام

ربط النقاط القصصية بالزمن يتجاهل العوامل الأخرى مثل التعقيد والمخاطر. مهمة قد تبدو بسيطة من حيث الزمن يمكن أن تكون معقدة جدًا بسبب الغموض أو التكنولوجيا الجديدة.

مثال: مهمة تتطلب يومين ولكنها تشتمل على الكثير من عدم اليقين قد تكون 5 نقاط، بينما مهمة أخرى تحتاج إلى نفس الزمن ولكنها واضحة المعالم قد تكون نقطتين فقط.

•  التقديرات الزمنية تؤدي إلى توقعات غير واقعية

عندما يُعتقد أن "1 نقطة = يوم عمل"، يبدأ أصحاب المصلحة في توقع نتائج صارمة وغير مرنة. على سبيل المثال:

إذا كان الفريق قدّر 20 نقطة في Sprint (سبرنت)، فقد يتوقع المدير أن هذا يعادل 20 يوم عمل، بغض النظر عن التعقيد أو حالة الفريق.

هذا يؤدي إلى الضغط على الفريق والتقليل من قيمة النقاط القصصية كأداة مرنة.

• النقاط القصصية تعتمد على الفريق

النقاط القصصية تختلف بين فريق وآخر، فهي تعتمد على خبرة الفريق وسرعته وأسلوبه في العمل. على سبيل المثال، مهمة 5 نقاط لفريق مبتدئ قد تستغرق أسبوعًا، بينما قد تُنجز في 3 أيام فقط من قِبل فريق خبير. ربط النقاط بيوم عمل يلغي هذه الفروقات.

• السرعة (Velocity) تصبح مضللة

السرعة هي المعدل الذي يُكمل به الفريق النقاط القصصية خلال Sprint. إذا تم ربط النقاط القصصية بالزمن، ستتحول السرعة إلى مقياس لعدد الأيام أو الساعات بدلًا من أن تكون مؤشرًا للجهد النسبي. هذا يجعل التنبؤات المستقبلية أقل دقة.

ما هو البديل؟

بدلًا من مساواة النقاط القصصية بيوم عمل، يمكن اتباع النهج التالي:

1. استخدام التقدير النسبي

• قم بمقارنة كل قصة مستخدم بأخرى سبق تنفيذها من حيث الحجم والجهد والتعقيد. استخدم تقنيات مثل Planning Poker أو Affinity Estimation لتقدير النقاط.

2. التنبؤ باستخدام السرعة

• استخدم السرعة التاريخية للفريق لتوقع عدد النقاط القصصية التي يمكن إنجازها في Sprint. على سبيل المثال، إذا أكمل الفريق 30 نقطة في Sprint السابقة، فمن المرجح أن ينجز عددًا مشابهًا في السبرنت التالي.

3. تقديرات الزمن منفصلة

• إذا كان أصحاب المصلحة بحاجة إلى تقديرات زمنية، يمكنك توفيرها بشكل منفصل عن النقاط القصصية. على سبيل المثال:
  • "بناءً على خبرتنا، هذه القصة التي تُقدر بـ 5 نقاط قد تستغرق من 3 إلى 4 أيام."

4. تعزيز الشفافية

• اشرح لأصحاب المصلحة أن النقاط القصصية تهدف إلى تقدير الجهد النسبي وأن الزمن الفعلي يعتمد على عوامل مثل التعقيد وعدم اليقين.

في الختام

ربط النقاط القصصية بيوم عمل واحد يقوض الغرض الأساسي منها، حيث يُفترض أن تكون مقياسًا نسبيًا للتعقيد والجهد وعدم اليقين. لتحقيق أفضل النتائج مع النقاط القصصية:

• استخدمها كتقدير نسبي، وليس زمني.
• اعتمد على السرعة للتنبؤ.
• قم بفصل التقديرات الزمنية عند الحاجة.

عند استخدام النقاط القصصية بشكل صحيح، ستتمكن الفرق من تحقيق شفافية أكبر وتحسين دقة التقديرات وتعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات.